الرياض تحتضن أول حلقة تعليم القرآن بلغة الإشارة في العالم
عندما تدلف إلى (جامع طيبة) بمدينة الرياض عصراً يلفت انتباهك للوهلة الأولى مجموعة قليلة من الفتيان يتحدثون بـ(لغة الإشارة) في حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، أكثر من 14 طالباً من فئة الصم يحفظون كتاب الله تعالى في أول حلقة تقام للصم على مستوى العالم لحفظ القرآن ومراجعته، والذين احتفلوا مؤخراً بنهاية العام الدراسي للحلقة، بحضور عدد من مسؤولي حلقات التحفيظ في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ونادي الصم بالرياض. ويصف المشرف على الحلقة الأستاذ معاذ المسلم فكرة انطلاقتها فيقول: "بدأت فكرة الحلقة كبرنامج جزئي أقيم صيف العام الماضي في أول نادٍ صيفي يقام للصم بمدينة الرياض وتفاعل مجموعة من الصم معها، مما دعا لانشاء حلقة مستقلة للحفظ طوال العام".
وعن الاستقبال والاحتفاء بهذه الانطلاقة لحلقة نادرة يؤكد المسلّم أنه ورد أكثر من 60 اتصالا وقت الإعلان عن الحلقة ، وفرح بها مجموعة كبيرة من الصم. هذا الاستقبال المبتهج يقود للحديث عن الإشكالات والصعوبات التي تواجه هذه الحلقة، والتي من أبرزها: أنها الحلقة الوحيدة لأكثر من 160 ألف أصم في المملكة العربية السعودية. حول هذا يقول المسلم: "أكبر عائق واجهنا هو كثرة الصم الراغبين في الالتحاق بهذه الحلقة ، وبُعدها عن أماكن سكنهم ، ولأن الجامع لا يستطيع توفير نقل لهولاء الطلاب فقد زاد الأمر صعوبة على كثير منهم على الرغم من أنه شرف عظيم لنا خدمة هذه الفئة الخاصة. ويضيف: من المعلوم أن هذه الحلقة تطوعية مجانية. مشيراً إلى أن طريقة تحفيظ الأصم طريقة صعبة تحتاج إلى متخصصين في لغة الإشارة يجيدون التعامل مع الطلاب الصم حيث أن عملية التسميع تتم بلغة الإشارة وليس بالكتابة.
وأكد المسلم على أن أبرز الأهداف لهذه الحلقة هو تحفيظ وتعليم الصم كتاب الله تعالى، لأنها فئة مهملة من هذه الناحية، ولا توجد حلقات خاصة لتعليمهم القرآن. إضافة إلى رغبتنا في كسر الحواجز بينهم وبين الطلاب العاديين ونقدم لهم برامج تعليمية في الصلاة والوضوء والتفسير، وبرامج ثقافية ورحلات تحقق عملية الدمج مع الطلاب العاديين.
لطلاب الصم
(فيصل الغامدي) أحد أبرز الطلاب بالحلقة وهو يدرس بالصف الثالث متوسط بدأ الحديث بلغته الإشارية وهو يقول متذمراً: "منزلي بعيد عن مقر الجامع الذي توجد فيه الحلقة ، وعندما علمت بإقامتها أصررت على والدي بإلحاقي بها ، وكان حلمي الوحيد وجود حلقة للصم منذ سنوات والآن يتحقق". ويصف معاناته في تعلم القرآن بالمنزل: "كنت أصيب والدي بالتعب حيث كان يسمّع لي عن طريق الكتابة ، وكانت لديّ صعوبة في الكتابة، أما الآن فلأن التسميع بلغة الإشارة أصبح الأمر سهلاً ، وأتمنى أن يكون للصم حلقة في كل مسجد".
ويصادق زميله (عبدالله العمر) طالب الصف الأول متوسط على معاناة بعد الحلقة عن المنزل، وعدم وجود من يقوم بإيصاله إليها كل يوم حتى أصرّ على والده بذلك، ويؤكد رغبته في الحفظ بأنه عرف بأن القرآن سبب لدخول الجنة ، وهو يسعى لتلك الفضيلة. وانتقد أسلوب الحفظ في معاهد الأمل ومدارس الدمج بأنها طريقة صعبة جداً لاعتمادها على الكتابة بعيداً عن لغة الإشارة والحروف الأبجدية.
أما (وليد الطويرقي) الطالب بمعهد الأمل بالصف الأول متوسط فيؤكد على أهمية حفظ القرآن له ولأي أصم من أجل إقامة الصلاة، وقراءة الورد اليومي، ومعرفة قصص وتوجيهات القرآن الكريم. ويقول عن نفسه: أول ما علمت بهذه الحلقة سجلت فيها، فلا يمكن لأي شخص أن يحفظ في غير حلقة، واستفدت بالتعرف على أصدقاء من غير الصّم، وأريد أن أحقق الهدف من حفظ القرآن بدخول الجنة.
ويعلق معلما الحلقة : محمد الفهيد، وأبو بكر الأنصاري على اهتمام الصم واقبالهم على الحفظ بأن هناك تلهفا كبيرا من الصم لمواصلة هذه الحلقة والاستمرار بها وتوسعها أو فتح أفرع لها في مساجد الرياض لتكون قريبة لكل الصم.
المصدر :
شارك صورك بكل سهولة مع Windows Live™ Photos. سحب وإسقاط
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Deaf Arab" group.
To post to this group, send email to deaf-arab@googlegroups.com
To unsubscribe from this group, send email to deaf-arab+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/deaf-arab?hl=en
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment