توضيحا : حول الضجة الدعائية
بشأن توحيد لغة الإشارة العربية للصم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى صحبه ومن والاه أجمعين.
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز،: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" صدق الله العظيم.
هذا نص قرآني ورد فيه أمر الله تعالى بإلزام الفرد والجماعة بأمرين مهمين الأول منهما هو : بالإعتصام بحبل الدين الإسلامي ، ذلك الدين الذي تمثل في رباط قوي جُسّد في العبادة والعمل والمعاملة، أما الأمر الثاني فقد نهانا الله عز وجل عن الفرقة ومخالفة الصحابة والتحذير من البدع.
أما بعد:
انطلاقا من كوني رجل أصم عاش الإعاقة السمعية منذ كان عمره 4 سنوات . وعايشت العديد من قضايا الصم في عالمنا العربي والإسلامي والدولي – ومن موقع مسئوليتي كعضو في مجلس إدارة الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم ، وكعضو في فريق العمل السعودي الذي شارك في ورش أعمال إعداد القاموس العربي الموحد بجزئية الأول والثاني منذ بدايتها إلى نهايتها ، وخروج القاموس الإشاري بجزئيه ولله الحمد إلى حيّز الوجود .
إلا أنه وللأسف الشديد، ومنذ عام ونصف تقريباً ظهرت لدينا أصواتا لبعض الإخوة والأخوات الصم من المملكة ومن بعض الدول العربية الشقيقة ، بعضها ينادي بالتعديل وبعضها الآخر ينادي بإيقاف وإلغاء هذا القاموس, الذي يعتبرها الكثيرون أول إنجاز للصم في وطننا العربي الكبير .
ومنذ فترة ليست ببعيدة تنامى التراشق الكلامي اللاذع تارة والمعسول تارة أخرى عبرالانترنت ورسائل الجوال بين بعض الصم والمترجمين والعاملين معهم وبعض القائمين على رعايتهم، كانت البداية عبارة عن إعلان تم يوم الخميس الموافق 25/6/ 2009 طُلب نشره على نطاق واسع !!! مفاده عن قيام ما يسمى ( بالاتحاد العالمي للصم - واللجنة الدولية لمترجمي لغة الإشارة للصم ) بإصدار بيان بإيقاف فوري لمشروع القاموس العربي الموحد للغة الإشارة للصم ؟؟ !! .
ففي بداية الأمر لم أعطي لهذا الموضوع أي اهتمام طوال تلك الفترة لإيماني االعميق بالله سبحانه وتعالى فهو الذي خلقنا وكرّمنا بنعمة الإسلام على خير خلقه وهو الهادي إلى سوء السبيل ، وسلامه الإجراءات التي اتخذت في إعداد القاموس وما فيه من مصلحة مثمرة لأمتنا العربية والإسلامية جمعاء .
إلا إنه نظرا لتزايد ما وردني من اتصالات ورسائل متعددة من الصم وأولياء أمورهم والمتخصصين والمترجمين من الداخل والخارج طالبين مني توضيحاً للحقائق حول الموضوع برمته ، وبناء على إلحاح ورغبة شديدة من أصحاب هذه الاتصالات، رأيت إنه يجب علي لزماً أن أكتب هذا التوضيح الوارد بين أيديكم ، وإنه وبالرغم من أني كما هو معروف عني من الجميع لا أؤمن بأي جدل أو نقاش سلبي عبر الانترنت أو عبر ميكرفونات المؤتمرات أو الندوات ، تصاغ عباراته بكلمات تخلو من ذوق الأخلاق وعبارات الاحترام ، بل وينتشر بين أسطرها جمل حب الإطراء والشهرة لإرضاء أمور شخصية على حساب الآخرين .
* فأبدا بشكر الله الهادي إلى سوء السبيل، ثم اشكر جميع الأخوة الصم وأولياء أمورهم والمترجمين والمتخصصين رجالا ونساء ، المؤيدين منهم (للوحدة العربية للغة الإشارة للصم) من جهة ، وشبه المعارضين لها من جهة أخرى على ما طرحوه من وجهات نظر حول المشروع ، وأنا على يقين تام بأن هذا المشروع لن يتأثر ولن يتوقف مساره بإذن الله مهما قيل عنه ومهما واجه من عثرات ، واعتبر ذلك صحوة فكر حقيقية ستؤدي بإذن الله إلى صفا القلوب وحسن النوايا بين الجميع ، طالما أن التوحيد كان حلماً يراود كل أصم وكل مترجم ومتخصص عربي كان أم أجنبي ، فمنذ خلق الله البشرية والجميع يسعون لتعلم لغات وثقافات الشعوب المختلفة لأنها الجسر الذي تتلاقى عليه العقول لتصل إلى عالم الارتقاء ، وبدونها تقوم الحواجز والأسوار ويغيب الفهم والتفاهم، لينال الجميع بما فيهم الشخص الأصم، فيبقي هذا الأصم معزولاً ومهمشاً في المجتمع بل وبحاجة طوال حياته لمن يساعده ويد له حتى في أبسط الأشياء المتعلقة بحياته .
وطالما إن توحيد لغة الإشارة العربية أمر مطلوب ومرغوب من جميع الصم العرب وأولياء أمورهم والمتخصصين والمترجمين، بغض النظر عما يحصل بين صفحاته من ملاحظات بسيطة لا تخل بالهدف المنشود ، فكل عمل يقوم به الإنسان يستحيل إن يخلو من الأخطاء، فالكمال لله عز وجل، ونحن بشر غير معصومين من الخطأ .
* في عام1972م تم تأسيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم وعقب ذلك عقد الاتحاد (9 ) مؤتمرات و( 8 ) ندوات، بمعني أن كل 4 سنوات يقام فيها مؤتمر وندوه تسلسل عقدها في دول عربية كان آخرها الندوة العلمية الثامنة للاتحاد العربي والتي عقدت في مدينة الرياض في شهر ابريل من العام الماضي 2008م ، فجميع ما كان يقدم في هذه المؤتمرات والندوات من أبحاث وأوراق عمل وتوصيات تصب كلها في خدمه الأصم ، وقد قمت بتجميع وترتيب كافه ما خرجت به هذه المؤتمرات والندوات من توصيات (في كتاب موحد) تم توزيعه بكميات كبيرة على من يرغب وبالمجان وهو متوافر حالياً لمن يرغب في الاتحاد السعودي لرياضة الصم - وكان الهدف من هذا التجميع هو اطلاع الإخوة الصم وأولياء أمورهم والخبراء والمترجمين من الرجال والنساء الذين حضروا هذه المؤتمرات والندوات والذين لم يتمكنوا من حضورها على التعرف حول ما تم انجازه فيها من أبحاث وتوصيات مهمة ، كان من الواجب على الجميع الاهتمام بها ومحاوله تطبيقها ولو جزء منها في كل بلد عربي لا إنها تتضمن الركيزة الأساسية التي يمكن إن تبنى عليها أساسيات حياة وواجبات وحقوق الأصم العربي .
وفي المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للصم الذي عقد في دمشق خلال الفترة 25-28 آذار 1978م تم مناقشة موضوع لغة الإشارة وتوصل المجتمعون إلى أهمية لغة الإشارة بالنسبة للصم والمتخصصين والمترجمين وتضمنت التوصية رقم (13) من توصيات المؤتمر ما نصه ( التأكيد على ضرورة القيام بمزيد من الدراسات حول اللغة الملائمة لتعليم الطفل الأصم وضعيف السمع بمستوياته المختلفة وإجراء دراسات حول لغة الإشارات المتداولة بين الصم بعضهم وبين غير الصم ) .
كما تم في الندوة العلمية الأولي التي عقدت بدمشق بتاريخ 27- 30 ابريل 1980م التوصل إلى اعتماد أبجديه عربية موحدة للصم ( أبجدية الأصابع الإشارية المستعملة حاليا بين الصم ) كما وتضمنت التوصية رقم (13) من توصيات الندوة ما نصه ( السعي إلى اعتماد لغة الشفاه وأبجدية الأصابع ، ولغة الإشارة وكل الأشكال الأخرى الممكنة من التخاطب الشامل مع الأصم، وذلك في مجال تربيته ومن أجل نموه اللغوي ) وبالتالي تمت طباعتها واعتمادها وبدأ العمل بموجبها في أغلب مدارس الصم في عموم الدول العربية فاعتبر ذلك حجر أساس ومقدمه للقاموس العربي الموحد للغة الإشارة .
* وفي عام 1998 عرضت جامعة الدول العربية على مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب خطة لعمل قاموس عربي موحد للغة الإشارة للصم وتمت الموافقة الفورية على الخطة من قبل الوزراء المعنيين، فقامت الجامعة العربية مع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة بترتيب عقد ورشة عمل في دولة الأمارات العربية الشقيقة عام 1999م وتم خلالها توحيد ( 1275) كلمه مفردة و(410) كلمه مزدوجة، بمشاركة ممثلين من الصم والمترجمين رجال ونساء من كل دولة عربية ووثقت مشاركتهم بالتصوير الفوتوغرافي في القاموس ذاته .
* وفي عام 2005م استضافت دولة قطر الشقيقة ممثلة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ورشة عمل الجزء الثاني من القاموس العربي الموحد استمرت تلك الورشة أحد عشر يوما تكفل المجلس بجميع مصاريف إقامة الوفود المشاركة ومستلزمات الورشة وتذاكر بعض الصم العرب وطباعة الجزء الثاني من القاموس الذي ضم قرابة ( 1498 ) كلمة مفردة ومزدوجة ، وتم توزيعه على الدول المشاركة ، متضمنا أسماء المشاركين من كل الدول العربية ، كتوثيق لمشاركتهم ، وترك للأخوة الصم المشاركين من الجنسين أولوية اختيار الكلمات والتصويت عليها بإشراف من ممثلي الجامعة العربية والاتحاد العربي للصم والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، وقمت شخصياً عن طريق الاتحاد السعودي لرياضة الصم بتشكيل فريق عمل من الأخوة الصم السعوديين لإعادة إعداد القاموس العربي الموحد بجزئية الأول والثاني بطريقه الرسم ) على أقراص (cd) متحركة تنفيذا لتوصيات ورش العمل الخاصة بالقاموس ، لكي يسهل تصويره لمن يريد من الصم أو المترجمين أو المتخصصين أو غيرهم من الجهات الحكومية والأهلية ، وبالفعل قد حقق هذا الإعداد انتشارا غير مسبوق للغة الإشارة مما ساعد ذلك على تزايد الاهتمام العربي الكبير بلغة الإشارة العربية للصم .
* تم في الندوة العلمية الثامنة التي عقدت في مدينة الرياض خلال الفترة من 28-30 ابريل 2008م باستضافة كريمة من الاتحاد السعودي لرياضة الصم إقرار عدد من التوصيات كان من بينها التوصية رقم ( 2 ) من قائمه توصيات عاقة بما نصها ( عمل مراجعة شاملة للقاموس الإشاري العربي الموحد لإدخال بعض التعديلات الضرورية والإشارات الجديدة بصفه دورية من خلال لجنة خبراء من الصم لتعديل الأخطاء في القاموس والاضطلاع بمسئولية تفعيله ونشرة من خلال الصم أنفسهم ، ووضع القواعد اللغوية ليتحول إلى لغة عربية إشارية .
* كما تم في الملتقى الخليجي للصم الذي عقد في دوله قطر الشقيقة خلال الفترة 26 – 27 ابريـل 2009م باستضافة كريمة من المركز الثقافي القطري للصم والذي شارك فيه عدد كبير من الصم الخليجيين والعرب والخبراء قد ناقش العديد من القضايا التي هي محل اهتمام الصم وأورد في بنود توصياته توصيتين مهمتين هي :
- إقرار لغة الإشارة العربية الموحدة لتكون اللغة الرسمية المعتمدة في الملتقيات العربية الخاصة بالصم .
- ضرورة عمل دورات تدريبية تنشيطية للمترجمين العرب لضمان جودة المعايير الأخلاقية والاحتراف في المهنة.
مما يعني إن النية العربية وعجلة الاهتمام والتقدم في أمور الصم تسير ولله الحمد في الاتجاه الصحيح ، وإنها باتت تنتظر دور ( الصم من الجنسين ) بفاعلية في المطالبة بالتطبيق والتنفيذ .
* وفي إطار ما سمعته من تدخل الاتحاد العالمي للصم واللجنة الدولية لمترجمي لغة الإشارة في شؤون العالم العربي وما يقدمه لأبنائه الصم عبر مؤسساته المختلفة فهذا أمر مرفوض من أساسه جملة وتفصيلا، ولا أعتقد إن هناك مواطن عربي غيورعلى مجتمعه سيقر بهذا التدخل والهيمنة الأجنبية حتى في أدق أمور تربية أبنائنا الصم ، وأعتقد إنهم لا يجهلون أهمية احترام شرعية القوانين الدولية والإقليمية لكل دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة لاسيما القوانين والتشريعات العربية والإسلامية , وان كانوا سوف يستمرون في محاوله التدخل في الشأن العربي والإسلامي بمجرد إن هناك حفنه من الصم العرب قدموا لهم تذمر غير منطقي ، فأقول لهم عفواً لاتنزلقوا فالتاريخ لايغرلاحد - وحاسبو أنفسكم أولا وجددوا (جستينيكم) الذي مضي عليه (58) عاماً لم يجدد ولم يضاف إليه أي إشارات جديدة – وطالبوا الأمم المتحدة بمنع قتل وترويع الأطفال والنساء والشيوخ الصم في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والبوسنة وغيرهم من الصم في بقيه دول العالم الخارجي, و طالبوها ايضاً بصرف تعويضات لهم عما لحق بهم من خسائر كبيره في الأرواح والممتلكات (لاسيما في فلسطين المحتله) فهذا هو شعار العدل ومبدا الحقوق وحقيقة العمل الجاد .
* فطالما إن لغتنا العربية المنطوقة هي لغة القرآن الكريم وهي لغتنا الرئيسة في الدول العربية كافة وقد تم اعتمادها كلغة رسمية دخلت أروقة الأمم المتحدة منذ عام 1955م وتم الاعتراف بها رسميا في الأمم المتحدة عام 1974 إذ أصبحت لغة عربية رسمية تتحدث بها الوفود العربية وتصدر بها وثائق وتشريعات في الأمم المتحدة ، فقد نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1974م وما قبله على ما يلي :
- إذ تدرك ما للغة العربية من دور مهم في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته.
- وإذ تدرك أيضا أن اللغة العربية هي لغة إحدى وعشرون دولة عضوا من أعضاء الأمم المتحدة، وهي لغة عمل مقررة في وكالات متخصصة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، وهي كذلك لغة رسمية ولغة عمل في منظمة الوحدة الإفريقية،
- وإذ تدرك ضرورة تحقيق تعاون دولي أوسع نطاقا، وتعزيز الوئام في أعمال الأمم المتحدة وفقا لما ورد في ميثاق الأمم المتحدة .
وفي عام 1983، أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في مجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وإزاء ذلك وما ورد أعلاه ، وطالما إن لغتنا العربية المنطوقة هي لغة موحدة لجميع الدول العربية ومعترف بها عالمياً عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبقية المجالس التابعة للأمم المتحدة ، ولم يحاول أي شخص أو جماعة أو منظمة من المنظمات الدولية التدخل في شؤون هذه اللغة من تاريخ إشاعتها في أروقة الأمم المتحدة إلى وقتنا الحاضر .
* ومن هذا المنطلق أتساءل كيف يحق للاتحاد الدولي ولجنة المترجمين - اللتان تم تأسيسها عام 1951م - بالتدخل لإيقاف مشروع عربي جبار أقرته الحكومات العربية ممثله في وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ، ونفذته وأشرفت على تنفيذه جامعة الدول العربية بمشاركة مؤسستين من مؤسساتها (هي الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ) وشارك فيه نخبة كبيرة من الصم ونخبة كبيرة من المتخصصون والمترجمون من الرجال والنساء ( وهو مشروع توحيد لغة الإشارة العربية للصم) الذي نسعى جميعاً لتوحيدها وتطويرها بما يتوافق مع المصلحة العربية العليا للصم ، لتكون لغة عربية موحدة يستطيع من خلالها الأصم العربي فهم اللغة العربية المنطوقة فهماً حقيقياً بجميع معانيها وليستطيع التواصل من خلالها مع الجميع عبر وسائل الاتصال المقروءة والمكتوبة والمرئية ، فنحن عالم واحد لنا دين واحد ، ولغة واحدة ، وهوية ، وثقافة ، وبيئة واحدة ، وتاريخ مشترك .
* فقد سبق للاتحاد العالمي للصم في عام 1951م وفي مدينة روما بالتحديد إن عقد مؤتمر دولي حضره ممثلو( 25) دولة عالميه من الصم ومن الاختصاصيين من حملة الشهادات العلمية العليا ومعلمين واختصاصي سمع وعلماء نفس ، وقرروا توحيد لغة إشارة دولية بما يقرب من (1500) كلمة إشارية أطلقوا عليها مسمى لشفة الإشارة الدولية ( جستينو ) ، ومنذ ذلك التاريخ وهي اللغة الرسمية المستعملة في المؤتمرات والندوات وجميع نشاطات الصم في العالم ، ولم يعترض عليها أحد أوعلى أعضاء الفريق المعد لها حتى يومنا هذا رغم إن الغالبية منهم من غيرالصم .
فهل طلب احد من الصم في العالم من الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم أو من الجامعة العربية أو من جماعة عربية للصم التدخل وإيقاف ( الجستينو ) ؟؟!!؟؟ وهل يعقل أو يحق لمن يجهل أو يتجاهل هذه الأمور سواء من الصم أو من غير الصم عربا كانوا أم أجانب إن يحاولوا تشتيت وحدتنا العربية والتفافنا حول بعضنا وحول لغتنا الإشارة العربية الموحدة التي تفوق في قيمتها وحجمها وأهميتها أهمية لغة الإشارة الدولية ( جستينو ) وأن يجعلوا الصم العرب في شتات يعيشون على لغات إشارية محليه مختلفة ومتجاذبه في عدد من الدول العربية إلـ ( 22 ) دولة ؟؟!!؟؟ ، وبالرغم إن القرار العربي لتوحيد لغة الإشارة العربية للصم وورش العمل التي تمت ، لم ولن تتطرق إلى تهميش أو إلغاء القواميس المحلية الموجودة أو التي يراد إعدادها في أي بلد عربي .
وهل من المعقول إن لا نثق في أنفسنا نحن الصم العرب وفي قدراتنا وانجازاتنا , وفي إخواننا وأخواتنا المتخصصين والمترجمين الذين نذروا أنفسهم للوقوف بجانبنا ومعايشتنا الحياة بكل ما تحمل في طياتها من تفاصيل - وان نجعل أنفسنا نحن الصم العرب ونساءنا الصم المحتشمات العفيفات بعفة الإسلام القويمة تحت وصايا صم أو سامعين أجانب لا يربطنا بهم لا دين ولا لغة ولا عادات ؟؟!!؟؟ .
* انه من المؤلم والمؤسف إن أقرأ وأشاهد بعض كتابات ومراسلات من بعض الأخوة والأخوات الصم تنادي بإثارة الفتن والقذف والتجريح بالإخوة والأخوات المترجمين أو المتخصصين في عموم العالم العربي الذين نذروا أنفسهم للتقرب من الصم ولغتهم في سبيل الارتقاء بهم فكلنا يعلم عندما نطوّر من الآخرين فذلك هو تطوير لذاتنا وهذا ما كان شعار المترجمين والمتخصصين.
* وأنا شخصياً إذ اشكرهم وأدين لهم بالفضل بعد الله فهم حلقة الوصل بين الأصم وبين ما يدور حوله من مجريات هذا العالم المتطوّر في سبيل تنمية ثقافته وتطوير معلوماته وإثراء حصيلته اللغوية والمعلوماتية .
كما أني أشعر بالاستغراب كيف يطالب بعض الإخوة الصم بحياد المترجم أو المختص ليصنعوا لغة إشارية لكلمة بسيطة وهم في الأصل لا يستطيعوا معرفة المعنى الصحيح لهذه الكلمة بدون مساعدة المترجم ، فكيف إذن يمكن عمل قواميس أشارية لكتب وأبحاث جامعية وطبية تتخللها العديد من المصطلحات خاصة المستحدثة منها ؟؟!!؟؟ .
كما تزداد دهشتي فأتساءل كيف يحق لمن يدعون معارضة القاموس الموحد بحجة حماية الصم مما يسمى بالتهميش من قبل المترجمين الذين شاركوا في الورش التي تمت لإعداد القاموس العربي الموحد ، متناسين إنهم بالفعل يعلنون الاستخفاف وإلاهانة بقدرات هؤلاء الإخوة الصم الذين شاركوا بصفة رسمية بموافقة وتكليف من حكوماتهم فهم من ابرز الصم العرب علماً وثقافة ، وهم الذين اختاروا الحركات الإشاريه لكل كلمات القاموس ومثلوا أمام كاميرات الفيديو ، وصورهم الفوتوغرافية موثقه لدي الجهات المنظمة للورش، فضلا عن توثيقها في القاموس ذاته .
وطالما إننا نقترب من تحقيق أهداف وحدتنا العربية في جميع الأمور التي تخدم الصم وتساهم في تطوير تعليمهم وتنمية ثقافتهم .
* فإني أدعو جميع الإخوة الصم في العالم العربي والعاملين معهم والمتخصصين والمترجمين الرجال والنساء المؤيدين والمعارضين بضرورة الالتزام بروح الأخوة ونبذ الخلافات والإشكاليات الهدامة التي ربما تعيد الصم إلى الوراء كثيراً - وقراءة جميع توصيات مؤتمرات الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم وندواته قراءة متأنية وكاملة وكذلك كافة توصيات الملتقيات الخليجية والعربية للصم ومحاولة تحقيق ما ورد في بنودها , والتركيز على المناهج - وطرق الدمج القسري لبعض فئات الصم فهي الضمان الحقيقي لتطوير حياة الأصم العربي والوصول به إلى الأفضل .
* واكرر رجائي من الأخوة والأخوات الصم المعارضين للقاموس الموحد إن كانت نياتهم وتوجهاتهم صادقتين لتطوير لغة الإشارة العربية المثابرة بإعداد قوائم كلمات لم ترد في أجزء القاموس السابق وتقديمها للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم أو إلى الجامعة العربية مع تضمينها أسم وعنوان ورقم الهاتف للمقترح ، ليستفاد منها في إعداد قواميس عربيه مستقبليه ، وترك محاوله الاستسلام والاستذلال للأجانب والمهاترات والزوبعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
* واعترف انه يوجد بعض الأخطاء الشكلية البسيطة في القاموس بجزئية ولكنها غير مؤثرة على الهدف والمضمون وقد تنبهنا لها جميعاً كما أشرت أليه في توصيات الندوة العلمية الثامنة للاتحاد كتلبية لرغبات الصم وقررنا مراجعتها لاحقاً طالما إنها ملاحظات بسيطة ، وقد أعلن مسئول في الجامعة العربية ، والاتحاد العربي للعموم وبخطابات رسمية تسجيل الأخطاء محل الملاحظة لإعادة عرضها على مجموعه من الصم لاختيار حركات أشارية بديلة لها .
* وأرجو إن اكون بتوضيحاتي هذه قد شرحت الحقيقة بتفاصيلها موثقة بالأدلة ولن أرد على أي جدل جديد قد يثار ثانية حول هذا الموضوع طالما إن الجميع يدركوا الحقيقة ووقائعها .
* وختاما أقول اللهم إذا أسَأت إلى الناس فأعطني شجَاعَة الاعتذار، وإذا أسَاء لي النَّاس فأعطني شجَاعَة العَفْوَ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
سعيد بن محمد القحطاني – الرياض
sma20006 @ hotmail . Com
Windows Live™: Keep your life in sync. Check it out.
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Deaf Arab" group.
To post to this group, send email to deaf-arab@googlegroups.com
To unsubscribe from this group, send email to deaf-arab+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/deaf-arab?hl=en
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment