المكرم الأستاذ قاسم حسين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كم هو جميل ورائع أن نرى كل دولة تعمل على قاموسها الإشاري المحلي وتوثيق جميع الإشارات التي يستخدمها الصم (أهل البلد) من جميع المناطق. لكن من غير المقبول وغير المعقول أن يتم جمع أشخاص - سواء كانوا صماً أو سامعين - في مكان واحد ويتم أخذ إشارات من جميع الدول وخلطها بلا أساس علمي أو منطقي ثم يتم التصويت على اختيار إشارة واحدة يتم الزام جميع الصم العرب على استخدامها وتلغى جميع الإشارات المتعارف عليها في مجتمعات الصم العربية والسعي لدى المنظمات والهيئات والحكومات لأخذ اعتماد للقاموس بهدف توزيعه وفرضه على الصم العرب وتدريب المترجمين والتربويين والعاملين مع الصم عليها بدلاً من تدريبهم على لغة الإشارة المحلية/القومية واجبار الأطفال الصم على تلقي التعليم باستخدام تلك الإشارات المصطنعة وحرمانهم من تلقي التعليم بلغتهم المؤشرة القومية جميع اللغات المؤشرة التي يستخدمها الصم في جميع أنحاء العالم هي لغات إنسانية حقيقية طبيعية لها خواص وتراكيب تختلف تماماً عن تراكيب اللغات المنطوقة وهي مثلها مثل اللغات المنطوقة تنمو وتتطور بالتدريج عن طريق الاستخدام المستمر لها وليس عن طريق لجنة تقوم بالتصويت على اختيار مفردة واحدة وإلغاء بقية المفردات. المشكلة التي يعاني منها الصم العرب ليس نقص المفردات الإشارية بل عدم معرفة أولياء أمور الصم والعاملون مع الصم للغة الإشارة التي يستخدمها الصم. فمن المعروف أن ٩٠٪ من الصم ينتمون لأسر سامعة أفرادها لا يجيدون لغة الإشارة مما يؤدي إلى تأخر الأصم لغوياً خصوصاً أن الأصم غالباً لا يبدأ بالاختلاط بمجتمع الصم إلا عندما يصل لسن المدرسة ويلتحق بمعاهد الأمل وتأتي الطامة الكبرى عندما نعلم أن أغلب أو جميع العاملون مع الصم لا يجيدون لغة الإشارة وبالتالي لا يتمكنون من إيصال المعلومات للأطفال الصم وحتى أقرب لك المعنى تخيل معي أخي الفاضل طفل عربي سامع نشأ وترعرع في بيئة أجنبية لا يسمع ولا يتحدث إلا اللغة الإنجليزية. هذه البيئة ستؤثر بالطبع على الطفل من ناحية تمكنه من اللغة العربية فهو قد يتعلم بعض المفردات والجمل العربية لكن ليس بنفس تمكنه من اللغة الإنجليزية. ضعف هذا الطفل العربي في اللغة العربية لا يعني أن هناك خللاً أو نقصاً في المفردات العربية. بالعكس اللغة العربية غنية وثرية بالمفردات وقادرة على استيعاب المصطلحات العلمية الحديثة وتعريبها. إذاً من أين أتى هذا الخلل وأدى لضعف الطفل في اللغة العربية؟ إنه من المجتمع المحيط به حيث حرم هذا الطفل من تعلم واستخدام لغته العربية فكل من حوله أو أغلبهم يتحدثون اللغة الإنجليزية وليس اللغة العربية وهكذا هو الحال مع الطفل الأصم فلغته هي لغة الإشارة لكن الأهل لا يجيدونها ولا يستخدمونها في التواصل مع طفلهم الأصم، وعندما يلتحق الطفل بالمدرسة يجد حتى المعلمون لا يجيدونها ولا يستطيعون توصيل المعلومات للأطفال الصم. وهنا تكمن المشكلة. لهذا علينا تدريب أولياء أمور الصم والمعلمون والتربويون والعاملون مع الصم على لغة الإشارة المحلية والاستعانة بالصم الكبار فالطفل الأصم يتعلم من الأصم البالغ. ويجب أن يكون هدفنا إيصال المعنى للأصم وستأتي الإشارة تلقائية طبيعية تعكس البيئة والعادات والقيم التي يؤمن بها الصم أهل البلد وليس أخذ إشارات من دول أخرى بالنسبة للقاموس الإشاري الديني المشار إليه في الخبر فمن السابق لأوانه أن أقول رأيي لأني لم أطلع على آلية العمل والكيفية التي سارت عليها الورشة كما أن الورشة تقتصر على الذكور فقط ولا وجود للصم الإناث. فإن كان عملهم هو توثيق جميع الإشارات الدينية التي يستخدمها الصم السعوديين من جميع المناطق والتصويت على صحتها وإنها بالفعل مستخدمة في مجتمع الصم السعودي فإذاً العمل قانوني وشرعي ولا غبار عليه حيث أنهم لم يلغوا الإشارات ولم يقوموا بادخال إشارات من دول أخرى وفرضها على الصم السعوديين ولم يسعوا لدى المنظمات والهيئات العربية لأجل اعتمادها على المستوى العربي والعالمي. هم فقط عملوا على المستوى المحلي وتختص بالسعودية وبأصحاب المذهب السني وهو المذهب الذي يدين به أغلبية سكان السعودية لأن جميع المشاركون في الورشة من أهل السنة والجماعة ، يحق لصم المذهب الشيعي رفض أي إشارة تخالف مذهبهم والإشارة المتعارف عليها بينهم ، كما يحق لهم عمل قاموسهم الإشاري الديني الخاص بهم لكن لا يحق لهم فرضه على صم المذاهب الأخرى أما إن كان العمل على طريقة مترجمي قناة الجزيرة حيث يتم دعوة مجموعة من الأشخاص من دول عربية مختلفة ومن خليط مشكل وغير متجانس من المذاهب والفرق ثم التصويت على اختيار إشارة واحدة وإلغاء بقية الإشارات ثم السعي لدى الهيئات والمنظمات وحكومات الدول العربية لأخذ اعتماد رسمي وفرضه على الصم العرب. هنا سيواجه أي مشروع كهذا برفض ومقاومة شديدة من الصم العرب وارسال تقارير للمنظمات الدولية المعنية وللمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان وابلاغهم بالانتهاكات الصارخة للحقوق اللغوية والانسانية للأشخاص الصم بالنسبة للإشارات الدينية فكما ذكرت سابقاً أن الإشارة تؤثر عليها عوامل عديدة: العادات والمعتقدات والقيم التي يؤمن بها الصم وعوامل دينية وتاريخية وجغرافية وبيئية. كل هذه العوامل تختلف من دولة لأخرى بل من منطقة لأخرى وكلها مجتمعة تؤثر تأثيراً كبيراً على لغة الإشارة. من المعروف أن المسلمين ليسوا على مذهب واحد بل هم مذاهب وفرق متعددة ولكل مذهب وفرقة معتقداتهم الخاصة فهناك سنة وشيعة وصوفيين وزيديين ودروز ... الخ السنة لها ٤ مذاهب: المذهب الحنبلي والشافعي والمالكي والحنفي ، والشيعة لهم مذاهبهم ومعتقداتهم الخاصة بهم وكذلك بقية المذاهب والفرق. لهذا يحق لصم كل مذهب أن يعملوا على قاموسهم الديني الخاص بهم والذي يرتبط ببيئتهم ومعتقداتهم الدينية الخاصة بهم ، لكن لا يحق لهم أبداً فرض قاموسهم ومعتقداتهم على جميع الصم العرب أو على صم مذهب آخر. بل يكون قاموس ديني محلي يختص بأصحاب المذهب. ولك كل التحية والاحترام أختك/ هند الشويعر
------------------------------ Hend Al-Showaier Manager, Deaf and Sign Language Program Prince Salman Center for Disability Research Riyadh, Saudi Arabia Mailing address (Home) : P.O. Box 26031 Riyadh 11486, Saudi Arabia. --- On Sun, 11/7/10, Kassim Hussain <Kassim.Hussain@alwasatnews.com> wrote:
|
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Deaf Arab" group.
To post to this group, send email to deaf-arab@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to deaf-arab+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/deaf-arab?hl=en.
No comments:
Post a Comment